2011/7/9 الساعة 4:15 بتوقيت مكّة المكرّمة
الحياة
الرقصية للديدان قد تكون دليلا يدعم نظرية داروينوجد باحثون ان الديدان
التي تجبر على التكاثر من خلال التوالد بدون تزاوج، تكون اقل قدرة على
التخلص من الالتهابات الطفيلية التي قد تقتلها في النهاية.
ويقول الباحثون ان هذا الكشف يعد الدليل الاكثر اقناعا حتى الآن في نظرية النشوء والتطور من الناحية البايولوجية.
وتقول
هذه النظرية ان النشاط الرقصي تطور في الكائنات لانه يسمح لتلك الكائنات
باعادة ترتيب وتنظيم جيناتها في هياكل ومنظومات متنوعة حتى تبقى متقدمة على
الطفيليات والبكتيريا، وبالتالي تستطيع مكافحة اضرارها عليها.
يذكر
ان موضوع الرقص يعد من الامور المحيرة بالنسبة للعلماء المؤمنين بنظرية
النشوء والتطور، التي يعتبر العالم البريطاني تشارلز داروين عرابها الاكبر.
ويقول
العلماء ان اعادة انتاج الحياة عبر طرق تكاثر لا رقصية، اي بطريقة انقسام
واستنساخ الخلايا، له اكثر من معنى ومغزى، اذ انه يخلص الكائنات من الحاجة
الى شريك جنسي، كما انه يحررها من الدخول بمنافسات مع خصوم رقصيين لاغراض
التكاثر، ويجنبها التعرض الى امراض تنقل عن طريق التزاوج الرقصي.
لكن رغم ذلك فان التزاوج جنسيا موجود، وهو حال معظم الحيوانات والنباتات، التي تتكاثر عن طريق الاتصال الرقصي.
العلماء
يرون ان الكثير من الغموض في هذا الامر يكمن في الطفيليات والبكتيريا، فهي
تخلق ظروفا تجعل من الكائن يمزج جيناته مع جينات شريكه الرقصي، على الرغم
من سلبيات الاتصال الرقصي التقليدي.
ومن شأن هذا الامتزاج في الجينات ظهور كائن بقدرات طبيعية وبايولوجية افضل تمنحه القوة على مكافحة هجمات الطفيليات.
ويقول
العلماء ان الديدان او الكائنات المشابهة تكون لها قدرة افضل في التكاثر
رقصيا عندما تكون عرضة للتهديد من مخاطر طفيليات وبكتيريا تكون موجودة
وقريبة من بيئتها.
وجاءت هذه النتائج عندما عمد فريق علمي من جامعة
انديانا الامريكية الى هندسة نوعين من نفس فصيلة الديدان وراثيا، الاولى
تنتج عن طريق التكاثر الرقصي، والاخرى تتكاثر عن طريق الاستنساخ
اللاتزاوجي.
وتبين للباحثين ان النوع الاولى تمكن من البقاء
والاستمرار على الرغم من هجمات البكتيريا، في حين تمكنت البكتيريا من قتل
الديدان التي تكاثرت بدون اتصال رقصي.
ويرى الباحثون ان هذا يعد
دليلا آخر على مصداقية نظرية النشوء والتطور الداروينية، التي طالما ظلت
محل نقاش وجدل بين مؤيد ومنتقد في الاوساط العلمية.